،،، قلم بال ... و دفتر بلون السماء,،،

ها هي الرياحُ تُداعِبُ أَناملي المُرتَجِفَةِ في مَرارةِ البُعدِ و الاشتياق...

أَنسَتني آهاتُ الفِراقِ جَمالَ الحَياة و بَديعَ رَونَقِها...

صِرتُ أَِشتاقُ إلى تِلكَ اللحَظاتِ التي يَصِفها البَعضُ بالرائِعَة...

أَصبَحَت نادَرة هذهِ اللحَظاتُ في عُقُودِ حَياتي المُتَناثِرَةِ عَلى خُطوطِ الزَمنِ نُدرَةَ الأَمطارِ عَلى جُردِ الأَراضي...

و لكن وَسَطَ هذه الأَجواِء المُتَشابِكَةِ... و الرِياحِ العاصِفَةِ

يَفرِضُ السُؤالُ نَفسَهُ بَينَ شُجونِ أَفكاري اللامُتَرابِطَةِ و اللامُنتَهِيَة...

لَقَد هَبَت عَلَيَ النَسَمات... و عَصَفَت بِي الرِياحُ... و طَغَتني الأَمواجُ...

و كِأَنَها تُلِحُ عَلَيَ طَلَبًا في الإجابة...

لماذا البعد بعد اللقاء...

و الهجر بعد الحب و الود و الصفاء...

أي ذنب اقترفتي فيكون جزاؤك كهذا الجزاء؟؟؟...

تستمر و تستمر في القول و الطلب و الإلحاح...

و أنا مستمرة في تيهي و ضياعي بين آلامي و شجوني...

نعم، إنها لا تعلم إنني أنا نفسي أجهل الإجابة...

و لكنني عندما أصارحها بجهلي...

ترفض بعناد ردي...

و تلح طلبا في إجابة شافية لتلك التساؤلات الواهنة...

أتراني علي أن اخبرها عن مرارة العذاب الذي أعاني...

و شدة الألم الذي ينزف جراح قلبي دما...

أوهل علي أن أخبرها عن الإهمال بعد الاهتمام...

أم عن التجاهل بعد الإيثار...

أم يكون إخبارها عن التهميش بعد النصح و التوجيه أقل وطأة و أخف قيلا...

لقد انقطعت بي سبل التفكير...

و لذت بالصمت حجة واهية لأنسى... أو بالأحرى لأتناسى آهاتي و شجون آلامي...

ماذا عساي أن أفعل؟؟؟

...

أخبروني

...

لماذا أنا وحيدة في هذه الدنيا من دون عون و لا قريب...

مالي أراكم صامتين عاجزين...

أهو سؤال صعب يتعذر الإجابة...

أم أنكم آثرتم انتظار النهاية...

لم أعد بحاجة إليكم و لا لإجاباتكم...

لم أعد بحاجة لأي كائن في هذا الدجى

... هه...

إنني أملك هذا اليراع البالي...

وهذه الأوراق التي نخر الزمن في أوداج عظامها

... نعم...

فلكم أستوفي في نفسي غريزة الصداقة و التفاهم مع هذين المخلوقين...

حيث يحفظ كل واحد منهما في أعماقه سرا من أسراري و لا يبوح به لكائن من كان

... حقا...

إنني أحبك يا قلمي...

يوم أن نفست كربي و سطرت آهاتي...

لكم أيقظتك في منتصف الليل لكي أشكوك همي و أتنفس الصعداء بتنفيسك عني...

و لكم أحبك أنت يا دفتري...

و لكم أحب لونك الذي هو بلون السماء...

فلكم قضيت الليالي الطوال و أنا أبث إليك آهاتي و أحزاني في أسطر مترنحة غير مترابطة...

تلك الآهات التي أكل عليها الدهر و شرب...

كم كنتما تصبران و تصبران...

كنت أتحرق شوقا لأن أسمع منكما آهات و أن تبثا إلي بأحزان...

أو أن يوقفني بتبرم نعسان...

و لكنكما مع نهاية كل ليلة تثبتان لي أنكما أقوى مني أكثر من ذي قبل...

و ترسخان في صورة القدوة الحسنة التي يحتذى بها...

فأنتما الأنيس الذي لا يحزن...

و إن اشتكى إليه أحد لا يتبرم...

فطوبى لمن كنتما أخلاء دربه...

و يا سعد من كنتما أصحابه في سيره.